الخميس، 29 مايو 2008

لو كنت قبطا (الدكتور طارق حجى)

لو كنتُ قبطياً لملأت الواقع المصري والعالمي بالحقائق عن المناخ العام الضاغط اليوم في مصر على الأقباط.
لو كنتُ قبطياً لجعلت العالم يعرف الظلم الذي حاق بالكثير من الأقباط في مصر منذ 1952 وجعلهم لا يتبوؤن ما يستحقونه من مناصبٍ سياسية ومناصبٍ تنفيذيةٍ عُليا ناهيك عن ندرتهم بالمجالس النيابية .
لو كنتُ قبطياً لملأت مصر والعالم ضجةً بسبب أنني أسدد ضرائباً تنفقُ منها الدولة على جامعة الأزهر ولكنها لا تسمح لقبطي أو قبطية بالدراسةِ في أية كلية من كلياتها .
لو كنتُ قبطياً لملأت الدنيا صخباً بسببِ أنني أُسدد ضرائب تُبنى بها عشرات المساجد بينما لم تساهم الدولة المصرية في بناءِ كنيسة واحدة منذ 1952 بإستثناء مساهمة الرئيس جمال عبد الناصر في تكلفة بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ أربعين سنة .
لو كنتُ قبطياً لملأت الدنيا بصوتي لأن عدداً من المجالس النيابية الحديثة في مصر قد خلت من الأقباط تماماً .
لو كنتُ قبطياً لنشرت المقالات تلو المقالات عن تجاهلِ وسائل الإعلام لشئوني ومواسمي الدينية وكأنني والأقباط غير موجودين في مصر .
لو كنتُ قبطياً لجعلت الدنيا بأسرها تعرف ما الذي يحدث في حق تاريخ مصر القبطي ببرامج التعليم المصرية وكيف أن مادة اللغة العربية لم تعد لدراسة النصوص الأدبية وقصائد الشعر والروايات والمسرحيات والقصص وإنما لنصوصِ إسلامية محلها مادة الدين للطلاب المسلمين.
لو كنتُ قبطياً لملأت الدنيا بالشكوى عما يعانيه الأقباط من أجل إستصدارِ تصريح بإنشاءِ كنيسة (من أموالهم وليس من أموال الضرائب العامة التي ساهموا في حصيلتها) .
لو كنتُ قبطياً لجعلت الدنيا تقفُ على قدميها من هول ما يكتبهُ ويرددهُ بعض الكتاب المسلمين عن عدم جواز تولي القبطي الولاية العامة وعن الجزية وعن عدم صوابية إنخراط الأقباط في الجيش كما كنت قد ترجمت على أوسع نطاق كتابات ظلامية مثل السخف الذي نشره على الملأ الدكتور / محمد عمارة بتمويل من الأزهر الذي تأتي ميزانيته من دافعي الضرائب ومنهم الأقباط اللذين يحقرهم كتاب أو كتب منشورة على نفقة الدولة .
لو كنتُ قبطياً لقدت حملة داخلية وخارجية لإلغاء خانة الدين من بطاقة الهوية المصرية – فلماذا يريد أي إنسان يتعامل معي في الحياة العامة أن يعرف طبيعة ديني ؟
لو كنتُ قبطياً لقدت حملة تشهير بالبيروقراطية المصرية التي جعلت قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين يرقد (لحد الآن) قرابة ربع القرن في إدراج هذه البيروقراطية الآسنة ، ولحد أن الأقباط أطلقوا (من باب الفكاهة) على هذا القانون (قانون الأهوال الشخصية) وليس (قانون الأحوال الشخصية) .
لو كنتُ قبطياً لجعلت العالمَ يدرك أن قضية الأقباط في مصر هى عرضٌ واحد من أعراضِ ذهنيةِ شاعت وذاعت سطوتها في هذه المنطقة من العالم وأن على الإنسانية كلها أن تجبر هذه الذهنية على التراجع عن مسيرتها الظلامية .
و من هنا نقدم تحيه تقدير و اجلال و احترام إلى المفكر الدكتور طارق حجى

الاثنين، 26 مايو 2008

زغلول النجار خلل فى عقل المسلمين (الدكتور سيد القمنى)


منذ دخل العلم الحديث بلادنا , وظهرت طبقة المتعلم (الافندي) , وتراجع دور الشيخ المهيمن علي كل شئون البشر , عرف الشيخ أن العلم الحديث هو ألد أعدائه , ومن ثم كانت سلسلة التكفيرات والتحريمات لمنجزات هذا العلم , ثم في الوقت ذاته سلسلة الاجتهادات للتوفيق بين منجزات العلم المنتصر وبين الدين , بل واثبات سبق الدين للعلم في ميادين لم يكتشفها العلم إلا بالأمس القريب.

و ربما لو نظرنا من عيني مؤمن بسيط غير مشغول بكل المباريات التي يستخدم فيها الدين كوسيلة دعم ودعاية , لرأينا أن العداء المبطن من الشيخ للعلم الحديث لا مبرر موضوعي له , فالعلم لا ينافس الله (جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا) ولا ينافس الدين , انما هو يكتشف قوانين الله في خلقه , التي عجز المشايخ عن اكتشافها , رغم أنهم الأمناء عليها بطول تاريخ البشرية.

ان المبرر الوحيد لهذه الكراهية , هو أن كل خطوة علمية متقدمة تقتطع من وجود الشيخ وسلطتة على الناس مساحة جديدة.والأمر الذي لا يلفت نظر مشايخ العلم والايمان , هو أن عدم احتواء الأديان علي العلوم هو شأن لا يقلل منها ولا يشينها ولا ينقصها , لان محمدا (صلعم) قد بعث فيما أكد و قال ليتمم مكارم الاخلاق , ولم يقل انة قد بعث ليتمم مناهج العلم , ولا ورد ذلك في القرآن , ولا كان أصلاً من أصول الإيمان الإسلامى ولا كان هدفا من الأهداف المعلنة للدعوة. و نعم واللهم نشهد ان القرآن لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها حقاً , ولكن في شئونه , شئون العبادة والروح وليس شئون العلم.

وان جهل سلفنا الصالح والمبشرين بالجنة بعوالم أخري هائلة أعظم من عوالم الانسان والجان ، مثل عالم الميكروبات وعالم الفيروسات والجراثيم , لا يعني ان تلك العوالم لم تكن موجودة. وأن عدم ادراكهم لقوانين حقوقية واضحة بين أفراد المجتمع ، وعقد اجتماعى بينهم وبين الدولة ، لم ينف وجود ذلك عند أمم أخري كاليونان والرومان , وقيام الغرب باكتشاف حقوق الإنسان فى زماننا لا يعني وجوب انكارنا لها لأن سلفنا الصالح لم يعرفها , وهو ما يطابق بالضبط أن عدم معرفة النبي ابراهيم بأن الشمس لا تأفل وأن القمر لا يأفل وهو يبحث عن رب لا يأفل لأنه كان لا يحب الآفلين , لا يعني هذا كله أنهما كانا يأفلان

وكما في الدين منافقين ففي العلم كذلك , لكن منافقي العلم هم الأشد نكالا علي عقل المسلمين , هم الأسوأ. هم يعلمون من شئون العلم كأهله , لكنه العلم من باب العلم بالشئ و ليس أبعد من ذلك , دون ايمان حقيقي بالعلم…. منافقون !! يتحدثون بلسان العلم شكلاً , ومضمون حديثهم يؤمن بالخرافة لا بالعلم , لذلك يزورون العلم لصالح الخرافة , والمؤمن بالخرافة هو شخص كذوب بالضرورة , لان الخرافة لا مساحة لها ولا قانون يحكمها , هي حرية مطلقة يمكن أن يقال فيها أي شئ , مادام أي شئ ممكن الحدوث بقوانين الخرافة الاعجازية.

ألا ترون زغلول النجار يقول علي القنوات الفضائية أنه قد أسلم علي محاضراته في العلم والاسلام عشرين ألف جندي امريكي إبان حرب الخليج؟.......

أفلح إن صدق!!! والله لو قدم هذا الرجل بيناته التي وثق منها هذا الرقم للتدليل علي هذا التهريف الإستنجلينا , ولم نقم لزغلول تمثالاً من ذهب عيار 24 مكلا بالدر واليواقيت والمرجان والزبرجد في كل عاصمة اسلامية , ما وفينا هذا الزغلول حقه من التقدير ، لانه أنجز في ايام ما عجز نبي الامة (صلعم) عن انجازه في عشرين عاما من الدعوة والنضال الشريف من أجل الإنسانية بدعم كامل من السماء. وان لم يقدم زغلول بيناته , وهو لم يقدم حتي الآن ، وبالقطع لن يقدم , ثم نستمر مع ذلك ننشر له ونستمع اليه , فلا شك أن ثمة خلل قد حدث في الوعي المسلم , وهو أيضاً لا شك خلل فادح وجسيم.

ان المنافق في العلم وهو يربطه بالدين , لابد أن ينافق فى الدين بالضرورة , فليس غرضه الدين ، بقدر ما هو مدفوع بالرغبة في اظهار البراعة الشخصية والتمكن من الإقناع , وهو ما يدفع صاحبه الي مزالق تكشف تلفيقات لا تقصد لا وجه العلم ، ولا وجه الدين ، ولا وجه الناس , ولا وجة اللة ، ولا وجة الوطن ، ولا وجة الأمة ، انما فقط يريد كسب شرف السبق والمجد الشخصي ، ولو مزيفا , ولو علي حساب شباب وطن كان فيهم الأمل والمرتجي , فاذا بهم مجرد دمي بيد زغلول وامثاله. ثم بالطبع ما يلحق المجد الشخصي من مكاسب وعيشة طرية وهنية ، ومنافع مادية دنيوية عظيمة علي حساب عقل الوطن وعلى حساب دين المسلمين ، الذى أصبح مرتعا لكل هاب وداب.

لقد سبق علماء الأمة وفسروا مقدسها , لقد فسر الطبري وفسر النسفي وفسر بن كثير وفسر الرازي ومعهم لوامع في سماء تاريخنا الديني ، هم ثروتنا التراثية التى هى بلا شبية بين مأثورات الأمم لصدقها مع اللة والناس , فسروه بما تحمله اللفظة أو العبارة من مفاهيم زمانهم ودلالات واقع زمانهم وأيامهم وظروفهم دون أن يفتأتوا علية.

وخلال أربعة عشر قرناً انقضت حدث تطور هائل فيما كانت تحمله المفردات من مفاهيم و دلالات ومعاني , أضافتها الكشوف في مختلف صنوف المعرفة والعلوم والفنون ، حتى أصبحت الدلالات القديمة للمفردات لاتؤدى معانيها الصحيحة فى زماننا. وبدلا من بحث لغوى علمى رصين يحيل القديم إلى زمانة ويفتح النوافذ للجديد دون تكفير وتحريم ، يظهر لنا منهج جديد كلياً في التعامل مع المقدس الإسلامي بعد ظهور العلم الحديث , يبدو تفسيراً اضطرارياً يتعامل مع مفردات عشر قرون مضت بدلالات أيامنا , وهو ما يعني أن المعني القديم ثبت فشله وخطأه اليوم , وهي مشكلة لابد أن تواجة المؤمن ، الذى لا يسلم بقوانين التطور التى اثبتت بشتى الأدلة ان ما كان يصلح لزمن قديم لم يعد قادراً اليوم علي التعبير عن مفاهيم زماننا.

مشكلة مستعصية تواجه أهل العلم والايمان عندما تجدهم يفسرون نصف القرآن , وهو ما يرون له علاقة بالعلم الحديث كالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا , ثم يهملون نصفه الآخر المتعلق بعلوم التاريخ وعلوم الآثار وإنجازاتها العظمي ؛ وكذلك الإنثرويولوجيا والأركيولوجيا والميثولوجيا ، وعلوم الاجتماع والنفس , وهي علوم حققت قفزات هائلة , لكن أهل العلم والإيمان لا يشعرون بها , بل يبدو في فلتات حديثهم أن علم التاريخ عندهم هو ما جاء به الخبر التراثى فقط , فتاريخ مصر ليس أبعد من فرعون كافر وشعب عاصي ، فكان هو وقومه من المغرقين ، لانهم كانوا قوماً مجرمين , وتاريخ الرافدين ليس أبعد من النمروذ الذي تحدي الله ببرجه فدمره الله عليه وعلي شعبه فتبلبلت الألسن لذلك سميت بابل.. وهكذا....ان القبول بمبدأ التأويل واعادة تفسير الالفاظ العتيقة بدلالات معاصرة فتصبح الذرة ليست هي النملة الصغيرة انما هي ذرة هيروشيما ونجازاكي , ووتصبح الدبابة هى الدابة ، لابد أن يصاحبه بنفس الهمة عملا في الانثروبولوجيا والعلوم السياسية والفلسفة والقيم.

يعني يصبح من مهامهم مثلاً أن يبحثوا لنا عمن كان فرعون يوسف ومن كان فرعون موسي من بين الفراعين , أو أن يوضحوا لنا دور الجن في التاريخ بعد أن أسلموا بعدما سمعوا قرآنا عجباً. ان القول بتفسير علمي للقرآن , لابد أن يستدعي تطبيق المبدأ علي القرآن كله وكافة فروع العلوم الإنسانية , لتأكيد تطابق خبر السماء مع مكتشفات علوم الآثار , مع تفسير ثقافي يكشف معرفة الوحي بالحضارات القديمة في مختلف انحاء العالم من الصين الي المايا والأنكا.

مع تقديم خرائط إسلامية واضحة دقيقة لبيان موضع العين الحمئة ، مع إفراغ الجهد في البحث عن أمة ياجوج وماجوج , وبذل السعى للتحديد الدقيق لشعب " الذين لا يكادون يفهمون قولا ً"..ألخ.. ألخ.ان مشايخ العلم والايمان لا يعممون قاعدتهم علي كافة الآيات , فهم يفسرون النصف الفيزيائي الجيولوجي الكيميائي , ويتركون النصف الآخر بيد الطبري والثعلبي والبخاري وابن سعد وغيرهم بمنطق زمان غير منطقنا ، حيث تطلب تاريخ مصر فيخبرونك أن فرعون موسي هو سلهوق بن عمران ، وفرعون يوسف هو الريان بن الوليد , ويعتبر فقهاء العلم والايمان أن هذه أخبار قاطعة ليست بحاجة لإعادة بحث. وان الفراعنة كانوا قوماً عصاه عمالقة الاجسام بما يفسر للبدوي صروحهم المعمارية ، وبأجسامهم العملاقة تمكنوا من بناء الأهرام والكرنك.. إلخ , وهدهد سليمان كان اسمه يعفور وكان سياسياً ذرباً ، فهو من فاوض هدهد سبأ وكان اسمه عفير , ونملة سليمان كان اسمها جرساً وكانت بحجم الذئب وكانت عرجاء , كل هذا بحاجة الي تحقيق علمي واضح فصيح حتي لا يتركوا المسلم بين الشك واليقين!!بينما المؤمن الصالح البسيط هو من يعتقد أن اكتشاف الجينات والنسبية وهندسة الاتصالات ونظريات الفلاسفة كلها من خلق الله ، وأن عباد الله الصالحين هم من تمكنوا من اكتشافها , لذلك اكتشفت أوروبا هذه الكنوز الالهية , لانهم هناك مفتونون بصنعة الله في خلقه , فقاموا يتعبدون له بامعان العقل والنظر في صنعته , فكشف الله لهم أسراره رضا منه عليهم ، لانهم لم يتعبدوا له رياء ونفاق ، ولا خوفا من جحيمه ولا طمعاً في جنته , تعبدوا تعبد العاشق الولهان , تعبدوا بكرامة وكبرياء ، لا بعبودية وهوان وتكاسل وتواكل وأدعية تغنيهم عن بذل أى مجهود ، وتخلوا عن فدائية القتل للآخرين إلى فدائية حياة الناس جميعا ، لأنهم فهموا معنى أن من يحيى نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا على مرادها الصحيح ، فقدموا أرواحهم رخيصة بمعاشرة الكوليرا والسل والتيفوئيد والجدرى والزهرى والسيلان والبلاجرا ، حتى قضوا عليها ومنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر.

المسلم الصالح البسيط لن يجد مشكلة في التداوي بالعلم الانساني ليقتل الميكروب بالمضاد الحيوي و ليس بالحجامة وبول الجمل , هذا المؤمن البسيط يعترف للعلم بدورة في حياته الاعتيادية , ويتصرف بوعي أو دون وعي بدافع ان الطب ليس من الدين , ولعلة يتذكر أن نبيه (صلعم) وهو علي فراش الموت " رأي أهله وهذه حالة أن يسعفوه , فأعدت أسماء قريبة ميمونة شراباً كانت عرفت اثناء مقامها بالحبشة كيف تعده , وانتهزوا فرصة لاغمائه اغمائة من اغماءات الحمي , فصبوه في فمه".

و هكذا كان النبي يعالج بالطب الحبشي أى بطب زمانة وليس بالقرآن ولا بالطب النبوي , ولم يحرم استعمال هذا الطب , بل عندما أفاق أمر كل من حوله أن يشربوا من نفس الكأس نفس الدواء ولم يحرمه /هيكل/حياة محمد/397"ساختار هنا عشوائيا شيئا مما يكتب زغلول النجار , لنري ماذا يقول هذا الرجل للناس , ببعض التأمل البسيط السهل وليكون مثلاً عدد الاهرام 14/3/2005 , لاحتوائه علي ثلاث موضوعات هامة دفعة واحدة في موضوع واحد ,

هي كالتالي:1- موضوع أحداث القيامة , وقد رتبها حسبما جاءت في سورة الانفطار: أولاً انشقاق السماء , ثانياً انتثار الكواكب , ثالثاً تفجر البحار , رابعاً تبعثر القبور , خامساً القيامة من الموت للحساب.

2- موضوع خلق الانسان في رحم الام3- موضوع الوراثة ( ولا تعجبوا فالأهرام المصرية تفرد له الصفحات الطوال)ان من يقرأ هذا الموضوع الطويل المدعوم بالصور الملونة ، سيجد العلم المخبري وقد تحول الي مجموعة خرافات ودجل ، مخلوطين ببعض مصطلحات العلم الحديث المكتوبة بالأحرف اللاتينية , دون الحاجة الي معاهد بحوث ومراكز تجارب ومختبرات ومصاريف بدون أي داعي. حديث لا هو من العلم في شئ , ولا هو من الدين في شئ , فقط هو مساحة لخلق خرافاتنا الحديثة التي تتلاءم مع ما وصل اليه تطور العلوم.

بقصد المسامرة وإضاعة الوقت فيما لا طائل من ورائه ، لأنه لم تحدث مرة واحدة ان أدت حكايات زغلول و مصطفي محمود وغيرهم من المشتغلين بكار العلم والإيمان ، وكل هيئات الاعجاز العلمى في القرآن ، إلي أية نتائج تفيد الوطن المأزوم والمواطنين المتخلفين والجهلاء والمرضى والفقراء , وتأخذ بيدهم لترفعهم درجة , وتساعدهم علي الشفاء من المرض وتمنحهم الرفاهية والسعادة كما يفعل علماء الغرب الكافر للناس فى الدنيا كافة.

مع زغلول تمت إحالة البحث العلمي التجريبي المخبري الي بلاغة لغوية وتفسير معاني الفاظ وعبارات. ولا زال المسلم يعتقد أن العلم لا يأتي إلا من التقاة الورعين منذ السلف الصالح وحتي اليوم , فأطلقوا عليهم لذلك لقب العلماء , وهو اللقب الذي لحق بكل من أعلن نفسه متحدثاً في الدين , مع بعض اللوازم المظهرية احياناً كاليونيفورم واللحية والزبيبة , بينما كل هؤلاء أبرياء تماماً من هذه التهمة , لأن لقب العالم لا يطلق إلا علي اصحاب منهج التفكير العلمي المخبري الكشفي المخترع المنجز النافع.في الموضوع الاول وهو احداث يوم القيامة , يأتي زغلول بالآيات الكريمة: " واذا السماء انفطرت , واذا الكواكب انتثرت واذا البحار فجرت واذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وما أخرت " ثم يشرح قائلاً: " ان الانفطار هو الانشقاق.. وهو تعبير علمي شديد الدقة , لان العلوم المكتسبة (يقصد العلم بمعناه الانساني الوضعي) تؤكد امكانية حدوث ذلك , بزوال القوة الممسكة بأجرام السماء وبمختلف صور المادة والطاقة فيها ".

أنظر الي شغل الحواة والاستخفاف بالعقول , الآيات تتحدث عن انفطار السماء أي انشقاقها كما قال هو , فما لهذا المعني بزوال القوة الممسكة بأجرام السماء وليس السماء نفسها؟ الحديث فى الأيات عن السماء وليس عن أجرام السماء , عن سقف يسمى سماء قد انشقت او انفطرت كحدث اول , يتلوه حسب ترتيب الآيات حدث ثان هو انتثار الكواكب المعلقة بها مصابيح بقصد الزينة ، فجعلهما زغلول حدثا واحدا , واصبح انشقاق السماء هو انتثار الكواكب ، لانه كرجل علم مفترض , يعلم انه لا سقف يسمى سماء فى العلم الكسبى البشرى حتي تنشق او تنفطر ، وبدلا من أن يحيل دلالات الألفاظ لمعان رمزية (مثلا) ، يختار الكواكب لتنتثر عوضا عن السماء فى الآيات.

المهم ان زغلول وهو يزدري العلم البشري ويعطيه قيمة أدني بتسميته العلم المكتسب ،لانة الأدنى بمراحل عن العلم الالهي ، فإنه يستعين بالعلم المكتسب الأدني لشرح العلم الإلهي الأعلي فيقول : "لأن العلوم المكتسبة تؤكد إمكانية حدوث ذلك " , وهو يشرح الآيات لنا نحن المسلمين بعلم الكافرين ، بعلم من هم في بلاد الطاغوت , رغم ان الايات لا علاقة لها بهؤلاء الكفرة اصحاب العلم الكسبي ولا مناهجهم في المعرفة.

ولأن هؤلاء العلماء الكسبيون لا يؤمنون بوجود شئ اسمه السماء , انما يعرفون الكواكب والشموس والنجوم والشهب والنيازك والمجاميع الكوكبية والمجرات والثقوب السوداء فى فضاء لا نهائى , لذلك قام زغلول بحركة سحرية لغوية يلغي بها وجود السماء حتى يوافق العلم الكسبى ، بحيلة لفظية تذهب مباشرة للكواكب المنتثرة بحسبانها السماء التى انفطرت.

هل يشك الرجل في ايمانه بوجود سماء سقف محفوظ ، لها ابواب ، وان هذة البوابات لها مصاريع وانها تنفتح لتسمح للمطر بأن ينهمر، وانها مرفوعة بلا أعمدة نراها؟ كمعجزة ربانية تحض على الإيمان بقدرات الإلة؟ هل ينكر زغلول معلوما من الدين بالضرورة هكذا علنا بلا وجل لمجرد أنة يختفى وراء لحية وزبيبة؟ و اذا كانت تلك السماء التي نتخيلها هي الكواكب التي ستنثر يوم القيامة , فماذا عن السماوات الست الأخرى , وكيف ستنفطر؟ أليست السماوات سبعا طباقا؟ ام سيكون لها مصيرا اخر؟...... أليس هذا تدليساً يعلم شبابنا بقدوته القدرة علي عدم تحري المنطق ولا الدقة وارسال اى كلام ثم تصديقة؟ ، مع استحباب التزوير واستصحاب التلفيق , و الاستنتاج علي الهوي والمزاج , ليعود بهم الي زمن الخرافة ، زمن كان الكلام قادرا على الفعل ولو اعتقادا فقط !.يقول زغلول النجار: " أن الله أخفي قدراته الالهية ، لكنه بسطها بأسلوب بسيط موجز يناسب عقل وزمن من هبطت فيهم الرسالة , وضمن تلك القدرات التي عرفنا إياها ربنا : أن مستقبل هذا الكون الي دمار محتوم في يوم يسمي يوم القيامة أو الساعة , وذلك بأسلوب موجز بسيط معجز ". فاذا كان الكلام..... عن يوم لم يأت بعد...!! معجزاً! فماذا عن المعادلات الرياضية والرياضكيمائية والفيزيكيميائية ، والقوانين الشديدة الدقة وغير الوجيزة بل المشروحة شرحاً مفصلاً ، في مراجع كبري مصحوبة بالأدلة المحسوسة المرئية بنتائج ملموسة واضحة , ماذا عن صعود الغربي الي القمر أمام كل الناس وكل العالم إزاء صعود النبي (صلعم) في معراجه سراً؟ اذا كانت الثانية معجزة بمعونة السماء (لأنها محل إيمان ويقين قلبى نؤمن بها كمسلمين ولا نحتاج عليها دليلا) فإن الصعود إلى القمر بجهد بشرى يستحق من المؤمنين الإحترام وليس الإحتقار ، لمجرد أنة علم كسبى أدني من العلم الالهي الذي يزعم زغلول أنة يعرفة دون بقية المسلمين.

ألا تستحق المقارنة ان ننظر لمنجزات العلم الحديث بحسبانها معجزات حققها الإنسان بسعية واجتهادة؟ وهل يكون الغرب بكل منجزه الهائل شريكاً في صنع المعجزات ، لانة لايكتفى بالتلميحات البسيطة الموجزة المعجزة؟ فهم لم يكتفوا بالتلميحات البسيطة الموجزة المعجزة , إنما استفاضوا وتوسعوا ودققوا وفسروا وقدموا أدلتهم التي لا تقبل دحضا. اذا كان زغلول مصرا علي وصف بسيطنا الاسلامى بالموجز المعجز ( الذى هو محل إيمان ) ، ولم نقم نحن بفعلة إنما من قام بة هو رب العرش العظيم ، ونحن نسطو علية لننسبة لأنفسنا كما يفعل زغلول , فهو انما يشهد لعلماء الغرب انهم المقدمون عنا فعلا بعد قول ، بما صثعوا فى الواقع المعاش. ناهيك عن انه من النادر ان تجد اليوم عالما حقيقياً مؤمنا بأي دين. لكن علمهم كان صادقا بدليل ما تحت أيدينا في الحياة اليومية , و بدليل استشهاد زغلول بهم.

في حين ان علماءنا رغم تقواهم وصلاحهم وقنوتهم على ظهورهم وجنوبهم يتفكرون فأنهم لم يقدموا لنا سوي الكلام ، وشرح الكلام ، وتحريم الكلام ، دون أي فعل يدل علي إنجازاتهم.المهم نتابع مع زغلول وهو ينتقل الي تفسير " واذا الكواكب انتثرت" بعد الأرض التى انفطرت فيقول لا فض فوه : " ان هناك حزام الكويكبات" The main asteroid belts , وهي كتل صغيرة ناتجة عن انفجار كوكب او اكثر تناثرت اشلاؤه في صفحة السماء "..... الرجل منذ هنيهة قال ان السماء انفطرت وانتهت , لكنة يعيد خلقها نظريا مرة اخري كي تتناثر الكويكبات الأسترويد اشلاء في صفحتها؟!مرة اخري نرتب دماغنا قدر الإمكان مع زغلول , اولا حدث انفطار السماء , الذي هو الحدث التالي نفسه وهو انتثار الكواكب , فيكون الحدث الثانى و انتثار الكواكب هو الحدث الأول وهو انتهاء السماء أو انفطارها.

ورغم ان الانتثار تالي في الحدوث لحدث الانفطار , فان الكواكب تنسى ان السماء قد انفطرت فتذهب لتنتثر في صفحتها؟.يستمر زغلول مع ترتيب الايات (التى هى أكرم من كل هذا اللعب بها) لأحداث يوم القيامة ليفسر: " واذا البحار فجرت "..هنا لا يجد زغلول في العلم الكسبي ما يسعفه للقول بتفجر محتمل للبحار فلم يقل العلم الحديث شيئا بهذا المعنى مطلقا , ولم يحاول زغلول من ناحيته أن ينتهز الفرصة ويبحث مثل الكفرة ، عساة يهتدى لشيء نافع او يأتي بنظرية جديدة تفسر هذا التفجير , وعندما وجد وفاضه خاليا وانه امام حائط سد , قام يخيط علمهم بتراثنا ليتابع قائلا: " واذا البحار فجرت: فسره ابن عباس فجر الله بعضها في بعض " رغم ان ابن عباس هذا ليس مرجعاً علميا ، وليس له حظ من علم كسبي ، ولا من علم سماوي ، فهو لايعرف الاسترويد و لم يكن يوحي اليه.

لذلك يهرع من ابن عباس ليذهب الي الكلبي (وهو المشهور فى تراثنا بالكذب) إذ يقول :" فجر الله بعضها في بعض فذهب ماؤها , ويقول الحسن اختلط عذبها بمالحها والمعني الذي نفضله هنا لتفجير البحار هو تفجر قيعانها بمزيد من التصدع حتي يغور ماؤها الي نطاق الضعف الارضي , من حيث اخرجه الله أول مرة " !!كان يستشهد بالعلم الكسبي علي احداث كونية هائلة , فاذ به يهبط في انتكاسه عنيفة ، ليأخذ من ابن عباس والحسن والكلبي في شأن علمي ، ولاهم علماء ، ولا هم حتى انبياء , آهو إسلام وخلاص!! ثم ينسي وهو يرتق ويخيط ويخبط ان البحار التي ستتفجر هي علي هذة الارض , وان هذة الارض قد سبق و تناثرت اشلاء منذ قليل... لأنها كوكب , ولان الكواكب قد انتثرت عندما السماء انفطرت وانتهي امرها.

والأنكي قوله بين الكلبي والحسن وبن عباس ، انه قام بعملية قرعة بين الآراء ، ودون ان يذكر انه قد طبق قواعد الاستخاره , انه فورا قد اختار " المعني الذي نفضله هنا "؟ هل في العلم شئ علي المزاج؟ شئ اسمه " المعني الذي نفضله هنا "؟ هل هذا كلام في العلم؟ أو يصدر عن رجل يدعي الحديث في العلم؟والمعني الذي فضله كتفسير معجز أن يكون تفجر البحار هو غيضها في صدوع الارض.

وهكذا يبدو ان البحار قد نجت من الهلاك في حدث الانفطار والانتثار الذى سبق وحدث للارض , لان الارض فيما يجب ان نفهم قد انتثرت مع الكواكب ( لكن مع نجاة البحارمن هذا المصير المؤسف ) ، و حتي يستكمل المعني الذي يفضله ، اضطر لاستعاده الارض مرة اخري بعدما انتثرت ، لتكون محلا لغيض البحار ، أي تفجرها بتفسيره ، كما سبق واستعاد السماء حتى تنتثر الكواكب على صفحتها....!!!وبعد كل هذا الخلط والتزوير و الخبط ، وانتهاء السماء بالانفطار وانتهاء الكواكب بالانتثار , "تتبعثر القبور" فاذا ظهر عجب الذنب ( عظمة العصعص) الي سطح الارض تلقي ماء السماء فينبت كل مخلوق كما ينبت البقل من نبتها ".هنا لابد من فلاش باك مرة رابعة أم خامسة.... لم اعد أذكر ، نعود نتصور السماء موجودة رغم انها قد انفطرت ، وذلك حتي يمكن لها أن تمطر عجب الذنب لينبت كالبقل في تربة الارض ويزهر ويترعرع بني آدمين مزرّعين (بتشديد الراء ) , بعد أن انتثرت الارض مع الكواكب المتناثرة.....!!!! ان هذا الرجل يهين المسلمين ويحتقر عقولهم ، لانه يكتب بثقة انه لا مسلم سيتساءل عن وجود قبورنا وعصاعيصنا بعد ان تفتت الارض و السماءالي استرويدس.ثم ينتقل زغلول الي موضوع تكون الجنين في الرحم , فيورد حديث النبي " اذا مر بالنطفة ثنتا واربعون ليلة , بعث الله ملكا فصورها , وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها , ثم قال يارب ذكر أم انثي؟ فيقضي ربك بما شاء , ويكتب الملك ". هذا بينما يؤكد أصحاب العلم الكسبي الذين يستشهد بهم أن جنس المولود يتحدد ساعة تلقيح البويضة بالحيوان المنوي , وليس بعد ذلك , وانه بامكان الوالدين اليوم تحديد جنس المولود حسب الرغبة , ثم ينتقل زغلول الي الموضوع الثالث (علم الوراثة) ليؤكد " ان المخزون الوراثي لكل البشر أجمعين من أبينا آدم وحتي قيام الساعة , أودعه الله صلب أبينا آدم لحظة خلقه ". وهو ما يعني بالضرورة استكمال دم آدم لجميع فصائل الدم التي تحملها البشرية موروثة عنه , والعلم المكتسب الدنىء يقول أن اي ممرضة في أسوأ مستوصف في أردأ نجع ريفي ، تعلم أن هذه الفصائل لا تجتمع لشخص واحد , وان خلط فصيلتين مختلفتين من الدم يؤدي فورا الي موت المريض.ثم هناك أمراض وراثية بالآلاف لابد انها كانت سببا لمعاناه هذا المخلوق المسكين (آدم) ، فلابد أنه كان مصابا بالحول ، والعور ، وعمي الالوان ، وقصر النظر وطوله.... كلة معاً , مع عته منغولي ، اضافة الي تكيس ليفي في رئتيه ، وانيميا منجلية ، وسلازيما ، وهيموفيليا ، وسل ،ودفتيريا ، وكوليرا ،وطاعون ، وسرطان بكل أنواعة , وكان هو وعائلته الكريمة مستودعاً لكل وباء وداء , من الدودة الشريطية ، الي الانكلستوما ، الي البلهارسيا بنوعيها ، الي الدوسونتاريا ، الي الدودة الكبدي ، والفلاريا ، والفاشيولا...... لقد اسكن زغلول أبينا آدم كل هذه الكائنات ليعولها حتي تكتمل دورة حياتها بداخله ليورثها لنا.

ان استمرار هذا الرجل يكتب صفحة كاملة بالاهرام لا يشير فقط الي خلل عظيم اصاب العقل المصرى ، بل هو إهانة لمصر كلها ، لأنة أعراض خبال تام.هذا قليل من كثير احتواه موضوع واحد لزغلول النجار والتعقيب علي كل قول يحتاج لتدبيج صفحات طوال , لكثرة ما يستخدم من أفانين التلبيس علي القارئ وعلي المسلمين ، من أجل مجد شخصي مزيف يحصل عليه ، في مقايضه يسلم بموجبها المسلم عقله وعقل الوطن للخرافة والجهل والضياع , لينعم زغلول وجماعته بما ربحوا من شهرة ومال.

و يبقي الفرق الواضح بين علماء بلادنا وبين علماء الغرب أصحاب العلم الكسبى ، وهو ان علماء الغرب لايغشون شعويهم ، ولايبيعون لهم الوهم مقابل سلبهم أعز ما يميز الأنسان (العقل) ، ولا يتاجرون بدينهم فى الأسواق الرديئة حيث النصب والغش والاحتيال ، كما يفعل زغلول بديننا العظيم والرفيع ، الذى هو أعلى وأغلى وأجل من هذة التجارة الشديدة الرخص و الابتذال.


سيد القمنى

الجمعة، 23 مايو 2008

هل الاسلام هو الحل؟؟ (الدكتور سيد القمنى)


عندما خرج العرب من جزيرتهم يحتلون دول الحضارات المحيطة بهم في القرن السابع الميلادي تحت راية الاسلام , كان قد تم وضع تعريف اسلامي للون جديد من الحرب , فالحرب المعتادة عبر التاريخ في مجموعها تندرج في نوعين : فهي اما حرب دفاعية أو حرب هجومية , أما الجديد الاسلامي فهو مفهوم يخلط كلا اللونين تحت اصطلاح الجهاد الذي يعني حربا دائمة في المطلق , لا تتوقف ما دام في الارض شخصا واحدا لم يعلن اسلامه بعد. أو لم يدفع الجزية للمسلمين اعلانا عن الخضوع واثباتا لسيادة المسلمين. لان المبدأ الاسلامي الجهادي يقوم علي عرض ثلاث خيارات علي غير المسلمين وهي: الاسلام أو الجزية أو الحرب. وجهاد الفتوح يعد فقهيا من الفروض الاسلامية الاساسية مثله مثل الصلاة والصيام ويسمي فرض كفاية , أي يكفي أن يقوم به القادرون علي القتال من المسلمين ليسقط التكليف عن بقية المسلمين , ولكن بشرط اعانة المسلمين غير المقاتلين للمسلمين المقاتلين بالمال والدعم والسلاح وكل ما هو ممكن , واذا توقف هذا الجهاد فقد أثم كل المسلمين واستحققوا عقوبة ربانية بالذل والمسكنة والهوان , لذلك رأي المسلمون المعاصرون ان تخلفهم الحالي ، وضعفهم وهوانهم ، كان نتيجة تخليهم المؤقت عن فريضة الجهاد.ولان خروج أي جيش بحروبه خارج حدود أرضه الوطنية هو عدوان علي بلاد الآخرين , ولأن الاسلام دين يفترض فيه أن يكون ضد العدوان علي الآمنين كأي دين أخر ، فقد تم تبرير هذا العدوان الغازي لاحتلال البلاد المحيطة بالجزيرة , بدمج الحرب الدفاعية بالحرب الهجومية تحت مسمي اصطلاحى واحد هو (الجهاد) الوارد في القرآن , وانه أمر الهي وليس بشريا لا يملك المسلم معه الا الطاعة والامتثال للقرار الالهي , فتصبح جريمة العدوان علي الآمنين ليست بجريمة لان من أمر بها هو الله , والله لا يأمر الا بالخير , حتي لو ظهرت عدوانا ، لانها في النهاية تمكينا لدين الله في الارض ، ويكون المدافع عن عرضة ووطنة وممتلكاتة هو المجرم ، لأنة يقف فى طريق نشر دعوة السماء. لذلك كان العدوان علي غير المسلمين وحتي اليوم من وجهة النظر الاسلامية هو شرع مشروع ، وهو الخير نفسه ، بل انه أفضل عبادة يتقرب بها المسلم الى ربه , لانها تصل الي قتل المسلم نفسه في حروب ذلك الزمان بالسلاح الابيض ، الذي كان لابد فيه من افتراض موت المحارب , وفي حال موته فان موته يسمي استشهادا في سبيل الله يدخل بموجبه جنات الله السماوية عريسا تزفه الملائكة للحور العين , ومع تحولات الزمن وتطور أدوات الحرب التي يمكن بها القتال دون موت المقاتل أو تقليل نسبة الموت , فان المسلم يحنط التاريخ من بابين : الاول هو تقديس الفعل الأرهابى الحالى ، والثانى من باب اعتقاد سحرى قديم وهو ان الشبية ينتج الشبية فيذهب ليس بغرض القتال بل بغرض الموت شهيدا ، أى الاستشهاد بقتل نفسه قربانا للرب حتي يحوز الرضي الالهي ومكانا أفضل في جناته. وحتى ينتج الشبية شبيهة فينصر الرب المسلمين اليوم وهم فى ضعف وهوان كما سبق ونصر المسلمين الاوائل وهم أذلة على امبراطوريات زمانهم عندما جاهدوا طلبا للشهادة ........او هكذا يعتقدون.ومع مفهوم الجهاد الاسلامي هذا لن تجد في علوم الفقه الاسلامي فقها للدفاع عن الوطن لان الوطنية في الاسلام كفر , لان وطن المسلم هو الاسلام ذاته , ومساحته الجغرافية هي العالم كله.لذلك يقول الشيخ (يوسف القرضاوى) ملخصا موقف الأسلام من الوطنية بقولة : " ليس بمجتمع مسلم ذلك الذى ننقدم فية العصبية الوطنية على الأخوة الأسلامية حتى يقول المسلم وطنى قبل دينى" ثم يجعل الوطنية كفراوعبادة اوثان ، وان " دار الأسلام ليس لها رقعة محددة " ويترتب على ذلك ان تكون " مشاعر الولاء للأسلام واهلة هى التى تقود المجتمع وكذلك مشاعر البغض لأعداء الأسلام" من كتابة : ملامح المجتمع المسلم الذى ننشدة - مكتبة وهبة - القاهرة -2001 - ص : 86، 24 80 ،57 أو قولة فى كتاب أخر : ان الوطنية هى من صناعة الدول الأستعمارية بغرض تفكيك وحدة المسلمين او بنص كلامة " فى واقع مصر والوطن العربى والأسلامى .. شجع المستعمرون النعرة الوطنية هادفين الى ان يحل الوطن محل الدين ، وأن يكون الولاء للوطن لا للة وان يقسم الناس بالوطن لا باللة وان يموتوا فى سبيل الوطن لا فى سبيل اللة - كتابة الأخوان المسلمون - مكتبة وهبة - 1999 ص 18 ،19. لكنك ستجد بدلا من مفهوم الوطنية أبوابا طوال لفقه الجهاد ، الذي كان عبر التاريخ هو الاعتداء الدائم علي غير المسلمين واحتلال بلادهم وتحويلها الي بلاد مسلمة كلما كان ذلك ممكنا. وقد أسمي القرآن وأحاديث النبي محمد هذا الفعل باسمه الصريح دون مواربة أو تحرج , كان (غزوا) ولا زال حتي غزوتى نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001 المباركتين!. وهو فعل راق مقدس لا يشين صاحبه بل يشرفه و يرفعه درجات عليا من السمو. مثلما كانت أفعال القتل الجماعي في سيناء بأمر موسي النبي , أو مجازر يشوع , او حروب داود ، وكلها بذوق اليوم جرائم قتل جماعي ، لكنها زمانهم كانت افعالا مقدسة لانهم كانوا انبياء يتلقون اوامرهم من السماء , وسجل العهد القديم من الكتاب المقدس ذلك بوضوح شفاف ودون تزويق ، ودون أن يشعر المحرر بأي حرج فيما دونه. الفرق هنا أن ما جاء بالعهد القديم وغبرة من كتب الأديان الأخرى ، قد أصبح قديما وانتهي بنهاية زمنه وأصبح مجرد فولكلور للمؤمن به , بينما هو في الاسلام حي قائم فاعل مستمر حتي اليوم.كذلك كانت مهنة الحرب في تلك الازمنة الخوالي مهنة نبيلة شريفة عند مختلف الامم , لانها كانت تعود علي المحارب بالجاه والمال والمكانة الاجتماعية , و كانت كذلك في الاسلام , لكن الاسلام أعطاها زخما جديدا فأصبحت اضافة لشرفها ونبلها حرفة مقدسة , وأباح الاسلام للمحارب المسلم الاستيلاء علي كل ممتلكات غريمه بعد أن أباح له دمه , سواء كانت تلك الممتلكات مال أو عقار , أو حتي نساء وأطفال أو رجال أسري , يتم بيعهم في أسواق النخاسة , فكانت مهنة الجهاد مصدر ربح عظيم للمسلم المجاهد فحاز المكانة الاجتماعية الرفيعة وصار ينظر اليه حتي اليوم بحسبانه بطلا مقدسا اسطوريا يتماهي في شخصه كل المسلمين. ونموذجا لذلك سفاح تاريخي لا مثيل له هو خالد بن الوليد الفاتح الدموي لبلاد العراق ؛ الذى كان يتسلى ويتلذذ بلذة القتل للقتل ، ومع ذلك هو في نظر المسلمين نموذجا
مقدسا وصفه الخليفة أبو بكر بأنه " سيف الله المسلول" ، ووصفه مرة اخرى بقوله : " عجزت الولائد أن يلدن مثل خالد" ، و من ثم شكل خالد نموذجا يحلم المسلمون اليوم برجل مثله يقودهم لفنح بلاد العالم مرة أخري.في تلك الازمان كان شعار الجيوش الاسلامية الفاتحة لبلاد الآخرين هو : "الاسلام أو الجزية أو الحرب". كان هذا ما يعرضه خالد بن الوليد ، أو عمرو بن العاص ، أو القعقاع أو غيرهم من قواد الجيوش الاسلامية علي الشعوب الاخري. ويبدو الشعار دعوة لدين جديد لكن الحقيقة لم تكن ابدا كذلك , لانهم لو كانوا يقصدون الدعوة لدينهم الجديد حقا , لأعطوا الناس فرصة للتفكير في هذا الدين الجديد , ولاصطحب الجيوش معها فقهاء الدين لشرحه للناس قبل القتال , وعقد المناظرات مع أصحاب الديانات السابقة لاثبات تفوق الاسلام علي غيره من أديان ، لكن ذلك كله لم يكن واردا ، ولم يحدث ولا مرة
واحدة في تاريخ الجهاد الاسلامي. هذا رغم أن خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما من أبطال الجهاد قد ظلوا على دين قومهم بل وقادوا جيوش مكة ضد المسلمين فى أكثر من موقعة ، ومن ثم استغرقوا سنوات طوال منذ بدء
الدعوة الاسلامية حتي قرروا اعلان اسلامهم ، وانضمامهم للقوة الجديدة المنتصرة في جزيرة العرب. بينما الجيوش
الاسلامية الفاتحة بقيادة هؤلاء انفسهم ، عندما كانت تصل في سيرها الفاتح أبواب أي مدينة كانت تطلب اجابة فورية واضحة علي العرض : الاسلام أو الجزية أو الحرب. رغم أن قواد الجيوش المسلمة أنفسهم لو سألناهم عما هو الاسلام
ما أجابونا اجابة واضحة , لأن القرآن الكتاب المقدس الاول لم يكن قد تم جمعه بعد , وكان المسلم يكتفي بحفظ بضع آيات يستخدمها في صلاته , ولم يكن بين هذه الجيوش أحد من حفاظ القرآن ، بعد أن تم التحفظ عليهم في يثرب عاصمة المسلمين حفاظا علي حياتهم ، بعد موت اكثرهم في حروب المنشقين علي الدولة في الجزيرة (حروب الردة). كذلك لم تكن احاديث النبي قد تم جمعها وتدوينها بدورها ، ولم يتم ذلك الا بعد مرور قرن ونصف من الزمان , ولا كانت علوم الفقه قد ظهرت بعد , بل ولم تكن لغة العرب نفسها قد تم وضعها في شكل قواعد واضحة متفق عليها. ان شعار الاسلام أو الجزية أو الحرب ، لم يكن هدفه الحقيقى هو دين الاسلام أو أسلمة البلاد المفتوحة. بقدر ما كان اخضاعا لهذه البلاد لسيادة العرب , وتبرير جرائم القتل والابادة الجماعية والنهب والسبي ، بكون الجيوش العربية مسيرة بأمر الرب لنشر دينه , لأن سلب الممتلكات أو سبي النساء أو أسر الاطفال وبيعهم في أسواق العبيد ، كان حق الرب الذي شرحه في القرآن وأوضحه بلا لبس , وكان العرب ينفذون ارادته القدسية , لذلك كانوا يسقطون الجزية والاسر والقتل عمن يخضع للرب ويعلن اسلامه.ولأن المثل العربي يقول: "كل عربي تاجر" وهي حقيقة تاريخية معلومة , فقد كانوا تجار
العالم القديم بعد أن انقطعت طرق التجارة العالمية ، خلال زمن طويل قبل الاسلام بسبب حرب الفرس والروم ، ولم يبق
أمنا لها سوي صحراء الجزيرة التي لم يرغب فيها لا الفرس ولا الروم , ومن ثم أصبح العرب تجار العالم القديم بلا منازع. اصبح الجهاد صفقة علي طريقة التجار , صفقة بين الله وبين العرب , يقوم بموجبها العرب باخضاع العالم للعبودية لله , مقابل أخذ نصيبهم من الصفقة أموال ونساء واطفال وارض المهزوم. وبموجب هذه الصفقة تنازل الله لهم عن حقه في الغنائم ، والتي كان يأمر في العهد القديم بحرقها جميعا للرب ( انظر سفر الخروج والعدد ويشوع ) , لكنه
قرر تركها للمسلمين في حديث النبي محمد " أحلت لنا الغنائم ولم تحل لأحد من قبلنا" ، وأكد القرآن تنازل الرب عن
عن حقه في الغنائم للمسلمين بدلا من حرقها ، وأنها حلال مشروع بقول القرآن للمسلمين " فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا". والوصف طيبا هنا يضيف الي شرعية الغنائم صفة الخيرية أيضا والشرف وطهارة المصدر. هذا باختصار ما كان عن مفهوم الجهاد منذ ظهوره , ويزعم كاتب هذه السطور أن هذا الشعار لا زال قائما وتمت استعادته بعد تحوير طفيف , هو شعار الاخوان المسلمين " الاسلام هو الحل" ومعني ان يكون الاسلام هو الحل , ان العلم الحديث الذي ادي لتقدم العالم كله ليس هو الحل لتخلف بلاد المسلمين , وهو ما يعني ضمنا تنشيط الخرافة وروح التواكل والاعتماد علي الله وليس علي العقل ، وهو ما يعني ايضا أن الديمقراطية ليست هي الحل , الاسلام هو الحل وليس عقلي ولا علمي ولا يدي ولا ديمقراطيتي ولا حقوقي الانسانية هى الحل. شعار يرفض أي طريق للحل سوي ذاته , شعار يعني عدم اللجوء للحلول البشرية ما دامت لدينا الحلول الالهية , والحلول الالهية تقوم أساسا علي تعبد المسلم لربه , بالصلاة والصيام والحج والدعاء وغيرة ، وهو كفيل بانقاذه وانقاذ امة المسلمين. وأعلي درجات هذا التعبد هي الجهاد لاحتلال بلاد الآخرين ، ونزح خيراتها الي بلاد المسلمين فيتم حل كل مشاكل المسلمين. لذلك حصد الاخوان في الانتخابات التشريعية ما حصدوا من أصوات لأن شعار الاسلام هو الحل ، هو شعار كل مسلم وليس شعار الاخوان وحدهم , ولو كانت في مصر انتخابات نزيهة حقيقية لاكتسح "الاسلام هو الحل" كل الاحزاب الاخري , ليس لأن الاخوان جماعة منظمة تنظيما
دقيقا كما يبرر المتفلسفون ، وليس لانها حقيقة واقعة في المجتمع وفي الشارع المصري اثبتت نشاطها التنظيمي القوي حسبما يري المنظرون السياسيون , فليس مثل تلك الاسباب وراء تصويت المسلم المصري للجماعة , لانه ليس هكذا يفكر رجل الشارع المصري , المصري يستشعر الهوان والتخلف والفقر والهزيمة , ويعتبر ان ذلك بسبب آثامه وبعده عن طريق الله حسبما يقرعه مشايخ القنوات التليفزيونية صباحا ومساء , ومن ثم يري في الجماعة نموذجا للتقوي والالتزام , وانها هي الاقرب الي الله , وانها لو حكمت مصر فان الله سينصرها لانها الاكثر طهرا وقربا من رب الاسلام , فهم ملتحون مصلون صائمون حريصون علي اداء الصلوات الجامعة , نساءهم منقبات قانتات , هم نموذج
الصحابة الاوائل للنبي الذين تدخل الله بنفسه من أجلهم ، ورفعهم من الذل والفقر الي التمكين والعز والقوة وفتح بهم
بلاد العالم. ان الشارع المصري عندما يعطيهم صوته فهو يعطيه لما يتصور انه الاسلام الذي يرضي عنه الرب , لذلك لم يجد الاخوان أي بأس في استثمار هذه المشاعر الفطرية البسيطة فكان اعلانهم عن أنفسهم في الانتخابات للمواطن (اعطي صوتك لله) , (لا ميثاق ولا دستور. قال الله وقال الرسول). المصري يري الفارق الهائل بين العالم المتقدم وبين بلاد المسلمين فلا يري أي امكان للحاق بالمتفوقين بجهودهم البشرية , ومن ثم فلا حل سوي ان يتدخل الله بنفسه لينقذ امته المختارة بنفسه , فيعطيه صوته , يعطيه للاخوان. يعطيهم صوته ليتدخل الله وينتقم من اليهود والنصاري (وعادة ما يتم تركيز الكراهية هنا على اسرائيل وامريكا) الذين اهانوا المسلمين بتفوقهم ، ويرفع شأن المسلمين الي مقام السيادة الموعودة ربانيا. لذلك يقدم الاخوان أنفسهم للناس بوصف أنفسهم بأنهم المسلمون , لتعميق شعور بقية المسلمين بأنهم غير مسلمين حقا بل آثمون خطائون. لذلك يلتزم الاخوان المظاهر الدينية التي تجعلهم في نظر البسطاء من مسلمي اليوم كالصحابة الاوائل , ومع هذا الاسلام المخلص النقي يصبح شعار (الاسلام هو الحل) هو الحامل للشعار القديم , هو الحل لعرض الشعار القديم علي العالم القوي الكافر: الاسلام أو الجزية أو الحرب. ويحمل الشعار الجديد حماية الرب الذي كان يحمي الشعار القديم ، فاحتل المسلمون به نصف العالم القديم المعروف زمانهم. الشعار يعني ان
الرب سيكون راضيا عن الاخوان ورضاه يعني تسليمهم حقهم في الصفقة التجارية ، ليكونوا أصحاب الحق في الحكم
والادارة , وان هذه ارادته ورغبته ، لان الحكم بالاسلام فرض شرعي يعلنه الاخوان دوما ، بتأكيدهم أنهم سيحكمون بالشريعة الاسلامية , وهو الحكم الكفيل بتأكيد الصلح مع الله , ليعود رضاه علي المسلمين فيقوي شأنهم ، ويعودوا سادة العالم من جديد.الشعار يتضمن أيضا معني أن الاسلام كما هو الحل فهو الغرض والهدف , وان الاخوان انما
ينفذون مشيئة الله ولا يبغون من وراء ذلك مكسبا ولا مغنما ، فهم لا يريدون من الوصول الى السلطة وحكم البلاد الا
خير الاسلام والمسلمين ، مثلهم مثل الصحابة الاوائل الاطهار , هو ذات ما كان يقوله هؤلاء الصحابة القدامي بشعار
الاسلام أو الجزية أو الحرب , لكنهم عندما تمكنوا قتلوا وذبحوا وسلخوا ونهبوا واغتصبوا.وقد كتب صاحب هذا القلم منذ حوالي عام بمجلة روزاليوسف القاهرية ان ما يفعله الاخوان في مصر بمبادئهم الوهابية هو اعادة فتح عربى- هذة المرة سعودي - لمصر كرة أخري ، في موضوع بعنوان (ثأر الدرعية واعادة فتح مصر) , وبعد اشهر , ولأن النبوءة صحيحة , فقد أعلن الاخوان ذلك وبنفس التعبير والمعني ، في وثيقة خيرت الشاطر بعنوان (فتح مصر) ، ليثبت صدق صاحب هذا القلم. انهم يعيدون فتحها ليس بالشعار القادم من الخارج: الاسلام أو الجزية أو الحرب , انما بشعار جديد يتناسب واعادة احتلال مصر من الداخل ، والتسلط عليها بشعار الاسلام هو الحل. وهذا الحكم أو التسلط يسمونه اليوم (التمكين) ، وعندما تمكن اسلافهم من قبل فعلوا ببلادنا وشعوبنا الاهوال ، فماذا عن تمكين الاخوان واعادة فتح مصر
من الداخل؟وكما ردد الصحابة الاوائل الفاتحون شعارات جميلة من قبيل ان الناس يتساوون كأسنان المشط ، وأنه لا
فضل لعربي علي أعجمي , وانه متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا , وانه لو عثرت دابة بالعراق لسأل الله عنها الخليفة بالحجاز , وان الدعوة للاسلام تكون بالحكمة والموعظة الحسنة.. لم يطبق أي من هذه الشعارات في حروب الفتوح يوما بل كان ما يطبق هو الذبح والسلخ والنهب والاسر والسبي.. باختصار الاسلام أو الجزية أو القتل.. فان الاخوان المسلمين يرددون نفس الكلام اللطيف ولكن مأخوذا من مونتسكيو ، وجان جاك روسو ، وفولتير , فيحدثوننا عن الحريات وحقوق الانسان والشوري التي سبقت الديمقراطية، لكن شعارهم (الاسلام هو الحل) يستبعد فورا كل هذه الكلام الجميل ، لان واقع الاسلام الاول الذي يريدون استعادته ، لا يعرف شيئا عن المساواة ولا الحريات ولا حقوق الانسان فكلها مفاهيم معاصرة بنت زماننا اليوم , ناهيك عن كون تطبيقات المسلمين الاوائل لم تعرف لا المساواة ولا الحرية ولا الحقوق ، حتي بمفاهيم زمانها و ماقبل زمانها كما في دساتير روما أو كمافى ديمقراطية أثينا مثلا. وعليه لا يبقي من الشعار سوي انه ليس العقل ولا التفكير العلمي الذي انتج مفاهيم زماننا عن الحريات والحقوق والتقدم , ولا الديمقراطية ، هي أحد الحلول الناجعة لمجتمعاتنا التي يزعمون أن لها خصوصية دون كل البشرية لا يصلح معها الا الاسلام وحده حلا’ ، هي خصوصية الطاعة المطلقة لأولي الامر من الاخوان عندما يصلون الي الحكم.لا شك ان الاستبداد الذي مارسته الحكومات المتعاقبة منذ يوليو 1952 وحتي اليوم , كان التهيئة والتمهيد للشارع المصري لقبول الاستبداد الالهي ، كتعويض أكرم من الاستبداد الحكومي ، ممثلا في التصويت للاخوان , بعد ان تركت الحكومة خاصة منذ زمن السادات كل وسائل التعليم والاعلام للفكر الدينى المتطرف، ليستعيد الاسلام الجهادي نفوذه في الشارع المصري , من باب استخدام المواطنين المتعصبين للأسلام فزاعة للمجتمعات الحرة في الغرب. ليكون الشارع الارهابي هو البديل الاوحد للحكومة ازاء غرب بات يعاني من فوبيا الاسلام , ويصبح الخيار مابين الحكومة المستبدة وبينا الشارع الهمجي المتخلف الذي يقفز الي القتال والاستشهاد طوال الوقت , حتي تحول الشارع المصري الي أشد انواع التعصب كراهة وبشاعة , وهو ما تمثل في احداث متتالية ضد الاقباط المفترض انهم اهل الوطن ، وامتدادة فى عمق التاريخ وهم اصالتنا الحقيقية , ناهيك عن الارهاب الدموي وهو ما يشير الي عودة الاسلام الجهادي وعقيدة الولاء البراء ، للتمكن من عقل المسلم المصري الذي تم مسح وعيه بالكامل لصالح الجهاد.وخلال هذه الحقبة لم تنشغل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية بما حدث في بلادنا , ولم تتساءل عن حقوق الانسان فى بلادنا بشكل جدي , طالما كان جنود الجهاد يقومون بما تريده منهم في افغانستان او فى غيرها , الكارثة انه حتي بعد تحول هذا
الجهاد ضد امريكا والغرب تقول وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس للواشنطن بوست : " اننا لا نخشي وصول
الاسلاميين او المتطرفيين الي الحكم , لان التطرف يكمن في غياب قنوات النشاط السياسي والاجتماعي". ومصيبة
اخرى قالها دبلوماسي امريكي آخر انه :" لا ضرر من وصول الاسلاميين الي الحكم اذا مارسوا تداول السلطة عبر الديمقراطية" , كما لو ان الديمقراطية هي فقط تداول السلطة بصندوق الاقتراع. دون النظر الي شروط الديمقراطية
وقيمها التأسيسية قبل هذا الصندوق من تعددية جزبية، واحترام لحقوق الانسان ، ونسبية الحقيقة ، ورفض المطلقات
والفكر المقدس كحاكم او معيار سياسي. وهي كلها كفر صريح من وجهة نظر اسلامية , واجلي من يمثل وجهة النظر الاسلامية هم الاخوان واخوانهم فى العراق او فى قندهار. اما اكثر اللطافات الامريكية في التعامل مع المشكلة فهي
موافقة الكونجرس علي تخصيص 1.3 مليار دولار لمشاريع الغرض منها تطبيع وترويض الاسلاميين المعتدلين؟!ومثل
هذه الفهم الامريكي عن اسلام وسطي معتدل يشير الي عدم معرفة علمية دقيقة بتاريخ الأسلام وبالفرق الاسلامية اليوم
وأمس ، فهذا التيار المعتدل أو الوسطي والذي يعد أبرز من يمثله الآن الشيخ يوسف قرضاوي ، وفهمى هويدى وسليم
العوا وغيرهم ، هو ضد الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وضد الحريات المدنية ، وضد الحقوق السياسية والمدنية للمرأة. وضد حقوق الاقباط , نتيجة الاصرار علي تفعيل آيات القرآن والاحاديث ، والاصرار علي صلاحيتها لكل مكان في الارض ولكل زمان حتي نهاية الازمان , وبين تلك النصوص المقدسة حواجز قاطعة بين المؤمن اي المسلم وغير المؤمن اي صاحب اي دين غير الاسلام باطلاق وخاصة اليهودي والمسيحي , والموقف من هؤلاء قتالهم حتي يسلموا او يخضعوا للمسلمين بدفع الجزية وهم (صاغرون) ، أي وهم أذلاء مهانون ، فالحدود قاطعة بين الاثنين , اضافة الي عقيدة الولاء والبراء التي يستحيل معها قيام أي لون من الاعتدال أو الوسطية.وفي الاسلام مبدأ اسمه (التقية) أي اظهار المسلم غير ما يبطن ، حتي يحقق غرضه بالنصر علي عدوه , و هو ما تستخدمه الفرق الاسلامية اليوم ,
فيقولون كلاما جميلا ومواعظ لطيفة ويعلنون ايمانهم بالديمقراطية ، لكن مع الاصرار علي تطبيق الشريعة الاسلامية التي لا تلتقي ابدا مع الديمقراطية. فهم يريدون اقامة دولة علي نسق دولة الخلافة الراشدة , دولة السلف والفقه الاسلامي الذي لم يتغير مطلقا عبر القرون واذا كانوا يزعمون انهم سيطورون الشريعة والفقه فما لهم لم يطوروا شيئا حتي الآن؟ أم تراهم سيطورون بعد ان يحكمونا!! هذا موقف لا يمكن الثقة به مطلقا.حتي اليوم ترفض كل الفرق الاسلامية علي تنوعها اعلان الغاء الرق والعبودية لان بالقرآن ثلاث وعشرين آية تؤكد العبودية ، ناهيك عن الاحاديث
النبوية ، وفقه كامل للرقيق ، و حتي اليوم ترفض كل الفرق الاسلامية الغاء العقوبات البدنية ، لانها تقوم علي نصوص
قرآنية وحديث نبوي ، حتي الان يرفضون مجرد الاعتراف بالمجازر الهائلة التي اقامها المسلمون لأهالي البلاد المفتوحة ، ناهيك عن الاعتذار عنها اعتذارا لائقا يشير الي تغيرهم. وحتي اليوم يرفضون ان تكون للمرأة حقوقا كالرجال. فهي نصف ذكر في ميراثها ، ونصف ذكر في شهادتها امام القضاء ، وهي ناقصة عقل ودين بنص الحديث الصحيح , هم يقولون انهم مع حقوق المرأة , لكنهم ابدا وحتي الان لم يناقشوا هذه المسائل الحقوقية الاساسية ، باعتبارها قرارات الهية لا تقبل النقاش ولا التعديل , بل هم حتي اليوم ضد قيام مجلس تشريعي يشرع فيه البشر لانفسهم ما يناسبهم من قوانين ، لان المشرع هو الله. تعالوا نستمع الي الاخوان وكيف يمارسون (التقية) بالاعلان عن ايمانهم بالديمقراطية ، دون أن يتنازلوا مليمتر واحد عن الشريعة التي هي نقيض الديمقراطية بالكلية , يقول المرشد العام للاخوان الاستاذ مهدي عاكف لمجلة آخر ساعة المصرية بتاريخ 20-7-2005 " ، اننا نؤمن بالديمقراطية ايمانا كاملا , لانها هي التي تأتي بانتخابات حرة نزيهة , اما بالنسبة للديمقراطية التي لا حدود لها (أي قيم الديمقراطية الحقوقية الليبرالية العلمانية) والتي تقول أن الشعب هو كل شئ , نقول لها: لا , ان رأي الشعب مقنن بالشريعة ، وهذا هو الفرق بيننا وبين غيرنا , انما نحن ديمقراطيون الي اقصي حدود الديمقراطية ، فلا ننسي ان الدستور المصري يقول ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع" ..... الاخوان مع ديمقراطية صندوق الانتخابات ، لكنهم ليسوا مع تشريع المجلس أو الشعب , هم يريدون ديمقراطية تصل بهم الي الحكم , وبعدها يحكمون باسم الله. اذن لقد دخلوا المجلس لالغاء دورة فى التشريع ، وربما احياء مشروع تطبيق الشريعة المقبور.... وهذة نبوءة اخرى اطرحها عليكم والايام بينناوعندما طالب صاحب هذا القلم ومن بعده الاقباط بالغاء المادة الثانية بالدستور رد المرشد العام في حديث لصحيفة المصري اليوم في سبتمبر 2005 بقوله :" ان هذه المطالبة تمس خطوطا حمراء لا يجب الاقتراب منها" ، واستكمل نائبه يقول :" ان هذه المطالب بمثابه خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه , لان ذلك سيفجر حربا اهلية داخل مصر" ، وزاد عليهما محامي الجماعات ممدوح اسماعيل قوله:" ان هذه المطالب لن تكون الا علي جثث الجميع , وأصحاب هذا الرأي يطالبون بحمامات دم في مصر" ..... أما المرجع الديني للجميع الشيخ قرضاوي فقد اعلن في برنامج الشريعة والحياه بقناة الجزيرة قوله:" اذا كان المراد بكلمة مدني.. العلمانية فهذا مرفوض عندنا , لان الاسلام عندنا هو دين الحياه للفرد وللأسرة وللمجتمع وللأمة وللدولة.. ونحن نرفض النقص من الاسلام أو أن نحذف شيئا منه فهذا ليس من حقنا , لان الله أنزله كاملا والكامل لا يقبل الزيادة والنقص 20-2-2005" والذي لا يلتفت اليه السياسيون في الغرب ، هو أننا عندما نطالب الاخوان بالالتزام بالديمقراطية الحقوقية العلمانية ،
ومبدأ تداول السلطة بين أحزاب متعددة ، وحرية السوق والحريات الاساسية : كحرية العقيدة وحرية الفكر وحقوق
المرأة والعمليات المصرفية والاتمان وحقوق الاقليات ، عندما نطلب هذا من اى فريق اسلامى فانما نطلب المستحيل !!.. لان هذه المطالب تقع تحت طائلة قانون فقهي لا يتنازلون عنه ابدا هو " انكار معلوم من الدين بالضرورة" . بحيث ان المطالبة فقط بهذه الحقوق تجعل صاحبها مرتدا عن الاسلام وعقابه القتل بجز الرقبة ، لان الاسلام لا يعرف أحزابا فهناك فرقة واحدة ناجية هي التي يجب أن تحكم ، وتعد الفرق ألأخرى كلها كافرة، ولا حرية في العقيدة لانها ارتداد جزاؤه القتل , وليس هناك حرية تفكير ازاء النصوص المقدسة , والعمليات المصرفية ربا , ولا حق للاقليات الا بموجب عقد الذمة الكرية البغيض , ولا حقوق للمرأة مساوية للرجل في الميراث أو الشهادة فذلك نقض لحدود الله المنصوص عليها في الشريعة ...كما قال قرضاوى المعتدل الوسطى من هنيهة .لذلك يري قرضاوي في الحلقة المشار اليها ان العلمانيين العرب " يسعون الي تفكيك الاسلام ويريدون أن يحذفوا من الاسلام الكثير من تعاليمه ، فيريدونه اسلاما بلا جهاد، وزواجا بلا طلاق ، وعقيدة بلا شريعة.. وحقا بلا قوة ، ومصحفا بلا سيف ، بينما هو رسالة تشمل كل جوانب الحياة من ادب الاستنجاد الي بناء الدولة ، ويشرع للانسان منذ أن يولد حتي يموت". !!!وهكذا سنجد ان الفرق المتطرفة غير الوسطية أو غير المعتدلة والتي ترفض الديمقراطية علنا , هي الاكثر صدقا مع نفسها ومعنا ومع العالم , فمن أعلن رفضها ، أراح واستراح ، ويمكن التعامل معه بأسلوب ورد يناسب موقفه المعلن , اما
المشكلة الحقيقة في بلادنا والمعوق الاساسي الذي يخدعنا ويخدع الغرب ، فهو النصاب الاخواني أو النصاب الحكومي القائم. بما يدعيه من تبني للديمقراطية والحقوق ، بمسميات حقوقية معاصرة مع طرح البديل الاسلامى الذى يناسبنا ......... ويحمل فى طياتة توحش زمن مضى منذ 1425 عاما، ، بدلالات ومعاني لا تصلح لزماننا لانها وضعت لزمن مضي منذ 1425 عاما ، يغطيها ويزيفها بألفاظ زماننا , فقط ألفاظ ومجرد كلام من باب (التقية).وتأسيسا علي كل هذا , فان صاحب هذا القلم يرن كل أجراس الخطر في حال استيلاء أي تيار اسلامي علي الحكم في مصر أو في أي بلد مسلم آخر ،ا جراس خطر علي حضارة الغرب نفسها , ان الامر عندما يكون واضحا بشدة لا نراه لوضوحه , فلدي كل الفرق الاسلامية علي الارض مبدأين لا يتنازل عنهما ابدا: الاول ان الاسلام دين عالمي , والثاني ان الاسلام دين ودولة , والنتيجة شديدة البساطة التي تترتب علي هاتين المقدمتين هي: ان العالم كله لابد ان يكون دولة المسلمين. وهي النتيجة المدونة بابواب الشريعة الطويلة ، ومعلوم اساسي من الدين بالضرورة من ينكره فقد كفر. فالمقدمتان والنتيجة هم من صلب الشرع الاسلامي , لكن رجال الاسلام السياسي يعلنون للعالم المقدمتين دون النتيجة الواضحة , ولان العالم المعاصر في الغرب لا يفكر بطريقة اسلامية فانه لا يري النتيجة المحتومة. وهي ان العالم كله هو دولة الاسلام الدين العالمي. لذلك تري الجماعات الاسلامية المعارضة علنية وسرية , ان كل حكومات العالم غير المسلم هي حكومات غير شرعية , لانها تقوم علي ارض هي ارض الاسلام اصلا ، وتحكم شعوبا هي شرعا امتداد للامة الاسلامية , لكنهم يعيشون في ظلام الكفر تحت حكم القانون البشري الذي يسمونه (الطاغوت) ، وانه بالجهاد سوف يتم تصحيح الاوضاع العالمية , وتمكين دولة الاسلام من أرضها ومن شعوبها المارقة.ان الحكم باسم الاسلام اخواني أو طالباني (لا فرق) لو أقر أن لدولته حدودا فسوف تنتهي عندها سلطاته وشرع دولته , لانه يكون قد تنازل عن ركن اساسي من اركان الاسلام وهو عالميته دينا ودولة , لذلك لم تقر الخلافة الاسلامية عبر امتداد تاريخها الطويل بحدود
لدولتها ، ولم تقر بوجود دول أخري تقيم معها علاقات دبلوماسية تعترف بها بموجبها ، وظل الحال كذلك حتي زمن
السلطان العثماني عبد الحميد أخر سلاطين الخلافة ، الذي اضطر مكرها ازاء المتغير العالمي الذي فرض نفسه علي الخلافة ، للاعتراف بحدود لدولته وبوجود دول أخري. لكن هذا المتغير العالمي لم يفرض نفسه علي المفاهيم والقواعد الشرعية الاسلامية , والتي تقوم عليها جماعات كالاخوان المسلمين , وليس الاعتراف بوجود دول اخري الا كذب شرعي مسموح به عند الضرورة بمبدأ (التقية) ، ولانه من صحة اسلام المسلم عدم الاعتراف بالدول الاخري , فهو ما يعني ان ما تم عقده من اتفاقات ومعاهدات مع تلك الدول ، وهو أمر يتنافي مع الشريعة وباطل ولا يصح الالتزام به ، الا لضرورة ضعف المسلم المؤقت وقوة غيره , وهي شئون مؤقتة لان الايام دول يداولها الله بين الناس قوة وضعفا. وضمن تلك العهود اتفاقية السلام مع اسرائيل ، والتي هي الكفر بعينه لذلك قتلوا السادات بسببها , وفي حال قيام حكومة اسلامية فستكون مكلفة شرعا بتصويب أوضاع العالم، بازالة الدول الكافرة لتوسيع حدود دولة الاسلام لتتطابق مع خريطة دولة الاسلام كما أرادها اللة.. خريطة العالم .واعمالا لذلك تصف اللائحة التنظيمية لجماعة الاخوان المصرية الجماعة بانها:" هيئة اسلامية جامعة تعمل علي اقامة دين الله (الاسلام) في الارض واقامة الدولة الاسلامية التي تنفذ أحكام الاسلام وتعاليمه , واعداد الأمة إعدادا جهاديا ". بينما صك مصطفى مشهور مرشد الاخوان الأسبق المنافيستو الواضح دون اى التباسات : يقول مشهور : "ان الجهاد والأعداد له يخدم مهمتنا العظيمة ، ليس لمجرد دفع العدوان ..ولكن الجهاد لأتمام المهمة العظيمة وهى اقامة دولة الأسلام والتمكين لهذا الدين .. ونشر الأسلام فى ربوع العالمين - السبيبل الى الجهاد -"


سيد القمنى


دفن الرؤوس في الرمال ..خير من البكاء علي مر الحال (تم نشرها من قبل)

جاء في جريدة( المصري اليوم ) بتاريخ 15/3/2008 أن حكومتنا الرشيدة المصونة ترد بكل قوة علي تقرير الخارجية الأمريكية عن انتهكات حقوق الإنسان في مصر لعام 2007,وقد رد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السيد/حسام زكي طبقا لما ذكرته جريدة المصري اليوم الأتي:(إن التعهدات المصرية الدولية في مجال حقوق الإنسان، هي المصدر الوحيد لالتزاماتنا الدولية في هذا الشأن)..رد جميل ، حاسم، قوي ، مفعم بالثقة... وهنا دعوني بعد إذن المتحدث الرسمي ان أذكره بالمادة رقم 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي وقعت عليها بلدنا المحروسة بمحض إرادتها دون ترهيب أو وعيد، راضية مرضية ، تقول المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان(لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته فيتغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائروالممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة. )..وربما يكون قد نسي أو تناسي عن غير قصد طبعا نظرا لضيق وقت سيادته هذه المادة الدولية الملزمة (لاحظوا كلمة ملزمة )..بعد قراءة هذه المادة الملزمة لحقوق الإنسان يتضح لنا وضوح الشمس أن من حق الفرد أيا كان ان يغير معتقده ويشهره علي الملاء كيفما شاء..أيضا يتضح لنا أن سيادة المتحدث الرسمي لايخاطب بالتاكيد شعب مصر, يعيش في مصر, ويطالع جرائد مصر, وطالته أحكام مصر القضائية الأخيرة خاصة للأقباط..يبدو أنه يحدث شعب في بلاد واء الواءاو بلاد تركب الأفيال..وإلا كيف نفسر إدلاء سيادته بمثل هذا التصريح القوي والمفعم بكل ثقة ونحن علي بعد أقل من شهر من مذبحة قضائية حدثت للأقباط..دعوني أضحك معكم قليللا..في نفس اليوم للتصريح هذا ,طالعتنا جريدة البديل المصرية بتاريخ 16/3/2008 عن واقعة غريبة جدا تمت كل الصلة بحقوق الإنسان,اذ تقول الجريدة (لم تكن خلود، التي لم يتجاوز عمرها 17 عاماً، تعلم أن الكذب والتزوير هما الباب الملكي لاجتياز عتبة الثانوية العامة إلي عالم الجامعة. خلود حافظ عبده، الطالبة بالمرحلة الأولي للثانوية العامة بمدرسة «صن رايز» بمصر الجديدة، أصيبت بصدمة شديدة لم تخرج منها إلي الآن، عندما علمت برفض رئيس الكنترول المركزي للثانوية العامة قبول إستمارة التقدم لإمتحان الثانوية العامة في مرحلته الأولي، والسبب أنها لم تكذب وكتبت في خانة الديانة في الإستمارة «بهائية» كما هو مكتوب بالضبط في شهادة ميلادها.) وتم إستبعادها من قبل رئيس الكونترول لأنها لم تشاء أن تكذب بل أصرت علي الحقيقة وصدقت أن بلدنا المحروسة ملزمة بالمادة 18 من حقوق الإنسان..تعالوا نري ماذا قال رئيس الكونترول لوالدها من واقع كلام الجريدة (يقول والد خلود إن ابنته تعهدت رسمياً باستعدادها لأداء الامتحان في مادة الدين الإسلامي، إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لدخول الثانوية العامة. ويضيف: «رغم ذلك، شطب رئيس المرحلة الأولي لكنترول الثانوية العامة المركزي إسم إبنتي من سجلات المتقدمين للامتحان، قائلاً بالحرف الواحد: لو مش مسلم مالكش حاجة عندي، وبنتك ح تتحرم من دخول الامتحان!!.) سؤال لسيادة المتحدث الرسمي ,,هل هذا ضمن نطاق إلتزامات بلدنا المحروسة لحقوق الإنسان أن نمنع طالبة ونهدم مستقبلها لأنها لاتدين بدين الدولة الرسمي ..!!!......رغم كل هذا إلا ان سيادة المتحدث الرسمي يصر وبكل ثقة يحسد عليها صراحة ,وعلي طريقة (كله تمام ياافندم ) والإصرار علي أن (التعهدات الدولية في مجال حقوق الإنسان هي (المصدر ) الوحيد لإلتزامات مصر الدولية)!! وعجبي!! باقولكم أنا اعيش في بلاد واء الواء مش في المحروسة ...ومازال المزيد لنهديه لسيادته حتي يتحدث ويشجب ويندد بكل قوة وجبروت ضد أي تدخل في شئون المحروسة الداخلية والبرانية( إذا كان في برانية )..قضية العائدين للمسيحية... فبعد ان تم إستنزاف هؤلاء وقتا, وجهداو وماديا طوال أعوام طالت أو قصرت , كان من الممكن أن يوظفوا تلك الطاقات فيما هو أفيد للمجتمع بأسره مسيحيه ومسلميه,إصدر قضائنا الشامخ!! حكمه التاريخي بعودتهم للمسيحية,شرط أن يكتب بجوار خانة ديانته الحالية ديانته السابقة!!!!!!وبما أني من الجاهلين في أمور القانون وأعتذر عن جهلي هذا ,رحت أسال أهل الذكر عن مدي قانونية ودستورية هذا الحكم التاريخي,وللأسف لم أجد له أي سند سوي أنه مرة اخري إرضاء فئة المؤمنين من أصحاب الدين الرسمي لبلدنا المحروسة !! ويخرج الظلاميين وأمراء القتل والعامة الطائفية يحرضون علي قتل هؤلاء لأنهم وحسب ماقررته دولتنا المحروسة خارجين مارقين مرتدين عن المألوف !!!..بل ولم يكتفي قضائنا العادل ,الشامخ بهذا..بل وإمعانا في أظهار الإيمان اكثر وإرضاء لطائفة المؤمنين,قرر ايقاف باقي الدعاوي المرفوعة من قبل من يريدون العودة إلي المسيحية وكان إستناده مدعما كالعادة بالمادة الثانية التي تنص علي (أن دين الدولة الرسمي الإسلام وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع)!! وينفي باقي المواطنين من المواطنة لأنهم لايدينون بدين الدولة الرسمي,حتي وإن أوفوا ضرائبهم كاملة للدولة,حتي وإن كان منهم من مات في حرب في سبيل الدفاع عن ارض المحروسة وحتي أن كان من الغير خونة الذين يخونون بلادهم لمصلحة العدو,لأنه وبكل بساطة وجد القضاء (المادة 47 الفقرة الثانية منها في قانون الأحوال المدنية تتيح أن يغير المواطن دينه او أي بيانات دون قيد أو شرط),فقرروا الكشف عن هذه المادة المدسوسة التي تحترم حقوق الإنسان!!!, وأرسلوها في طرد مستعجل إلي المحكمة الدستورية العليا لكشف مدي دستوريتها وتوافقها مع المادة الثانية من الدستور !! رغم وجود هذه الفقرة من سنة 1994 !!!(هل معالي المتحدث الرسمي عايش معانا في المحروسة ولا بلاد واء الواء وبلاد تركب الافيال ؟؟؟!!!) وهكذا دون رحمة أو أدني أبجديات حقوق الإنسان تنتهك المواطنة للقبطي لانه قبطي,فهؤلاء الذين يريدون العودة لحياتهم الطبيعية عليهم أن ينتظروا حكم القضاء العادل والإنتظار لحكم المحكمة الدستورية في مدي دستورية مادة في القانون تتيح له حق ممارسة حياة طبيعية من زواج وتنقل ..إلخ... ناهيك لو بنت تريد الزواج وتكوين أسرة سوية,وحتي لو لم يكن لهم يد في أختيار ديانتهم بل وجدوا انفسهم بالتبيعة هكذا.كما تريد أن تفعل الدولة مع البطلين أندرو وماريو بحجة أنهم يتبعون أصلح الأديان وخير الأبوين دينا!!!...واخيرا وليس بأخر كما تعودنا من بلدنا المحروسة التي نعشقها ولو كره الكارهون للحياة ,حكم إلغاء جلسات النصح وألإرشاد لمن يريدون الذهاب للإسلام!!! فهو كما واضح من هذه الاحكام إنها تتناسب تماما مع المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الحيوان (عفواالإنسان)....ونظرا لطول القائمة التي تطول بنا إلي مالانهاية سأكتفي بهذا القدر والذي حدث في خلال أسابيع فقط من هذه السنة(مش باقولكم أنا في بلاد الواء الواء مش المحروسة )..ياقضااتنا ..ياأهل الحل والعقد نحن أقباط هذا البلد من أنصار (مصر ليس وطنا نعيش فيه ..بل وطنا يعيش فينا )افالاتعقلون ؟؟!! لسنا من أنصار (طز في مصر ,والي في مصر ,وإلي جابوا مصر) ويفضل ان يحكمه ماليزي من أن يحكمها قبطي وطني يحب تراب هذا البلد ..القنبلة التي كانت تسقط في حرب 1967 وأكتوبر 1973 لم تكن تفرق بين من وضع وشم الصليب علي ذراعه وبين من يضع مصحفا في سترته العسكرية ..سالت دماء الأقباط علي هذه الأرض رويناها بدماء أجدادنا وسنرويها ونزود عنها الهجمة الوهابية التي تريد أن تحتل العقل المصري وتعيده إلي صحراء قاحلة لافكر فيها ولا مشاعر ولكن هيهات ..إنا لكم با لمرصاد ولن تنالوا من بلدنا المحروسة......بعد قراءة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان,وبعد مطالعة تصريحات المسؤولين في المحروسة أستطيع أن أقول بكل ثقة (يبقي إنت أكيد في مصر )!!....
(و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم* 10 و صرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس و الحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض) (رؤيا يوحنا 9:6-10)
كتب:وجيه يعقوب

الأربعاء، 14 مايو 2008

نياق الحكومة ..أغلي من أقباطها... (وجيه يعقوب)


جريدة الدستور :الجمعة 7 مارس-العدد:298 ( 6 سنوات مع الشغل لقاتل (ناقتي )حديقة الحيوان بالجيزة بتهمة القتل العمد)
قضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار أحمد يوسف بالسجن 6 سنوات مع الشغل للمتهم علي عاطف عبد الحميد 25 سنة
لقتله ناقتين بحديقة الحيوان بالجيزة.. حيث وجهت له النيابة تهمة القتل العمد يومي 26 ,27 يوليو 2007 بعد
ان قام بذبحهما وسرقة اجزاء من جسدهما داخل حديقة الحيوان ثم قفز من سور الحديقة حاملا سلاحين
أبيضين....فاليصرخ الاقباط معي وبكل قوة (يحيا العدل ..عاش القضاء النزيه)ففي هذا الحكم الذي صدر علي من إعتدي
علي ناقتين قصاصا عادلا لمن يعتدي علي حيوانات الحكومة .حقا أشهد أن قضائنا مفخرة لنا ,عادل لايفرق بين
المواطنين والحيوانات التي تمتلكها الدولة ..لأخفيكم سرا حين قراءت المانشيت فقط لهذا الحادث و قبل أن أخوض في
تفاصيل الخبر ,قفز أمامي صورة شهداء الكشح وموقف القضاء النزيه وهو يفرج عن جميع مرتكبي هذه المجزرة
الإنسانية دون أدني عقاب أو رادع ..تعالوا معا نعود للوراء قليللا .....أحداث أبكتنا جميعا ورأيناها جميعا ورأينا التمثيل
بالجثث ,من منا لايذكر الطفلة ميسون 11 سنة الصف الاول الاعدادي وقد تم قتلها بطلق ناري ,ثم طعنت بسكين,ثم
مروا فوق جسدها الطاهر ذهابا وإيابا كي يبدو الحادث سيارة مرت عليها ..وهنا يطراء علي ذهني المتواضع التفكير
سؤال .. تري هل هذا في نظر القضاة العادلين هو قتل عمد أم انهم إعتبروا ميسون ناموسة ليست من أملاك الحكومة ؟؟!!!!
(يحيا العدل..عاش القضاء ..تعيش الحكومة حرة مستقلة ) تعالوا معا نشاهد ونتخيل مامرت به هذه الطفلة من
ألام
ومعاناة خلال فترة التخلص من كفرها الذي تستحق من أجله الموت ,فهي قتلت ومثل بجسدها الطاهر من أجل هويتها
الدينية ,لا من أجل جرم او فعل عار يخل بالشرف إرتكبته هذه الشهيدة الطاهرة(أين حناجر من يصرخون بقتل أطفال
فلسطين ؟؟؟؟؟!!!!!!!) كيف طبق عليها حد الحرابة لأنها قد فسدت في الأرض بميلادها المسيحي الذي يجب ان تتبراء
منه !!!!...وفي لقطة اخري من لقطات تلك المذبحة نقراء معا تفاصيل بعضا مما رواه الدكتور وليم ويصا في كتابه
الرائع(الكشح..الحقيقة الغائبة) صفحة 117 (عندما ذهبت القيادات الامنية مع وفد قداسة البابا الي احد الحقول كان
المنظر مروعا ومذهلا, ثمانية جثث ملقاة فوق ارض الحقل وقد جفت الدماء النازفة بجوارها,ومن فرط بشاعة المنظر
جلس العميد عاطف ابو شادي فوق ارض الحقل بعد ان وضع وجه بين كفيه ثم عاد وغادر المكان لانه في الغالب لم يتحمل رؤية هذه المناظر الدامية البشعة)
وكأن سيادة العميد لم يحتمل رؤية هذه المناظر الممثل بها أبشع تمثيل وهمجية القتل ..إن هذا كان بعضا من كثير مما
يمكن أن أذكره لكم عن التمثيل ببشر وأطفال لاذنب لهم في الحياة إلا أنهم ولدوا اقباط سنحكي عن المزيد من تفاصيل هذه
المذبحة بتفاصيل اكثر لاحقا …الخلاصة هنا ياسادة ياكرام ياأصحاب السمو والمقام ,إن قضائنا العادل والنزيه والشفاف
والعادل والحر لم يجد غضاضة أبدا في أن يطلق يبرئ جميع القتلة الذين إرتكبوا الفعل الهمجي هذا,ةاختفت منه حمرة
الخجل وطبق( القول الماثور في صحة القاتل برءئ ولا يوجد مقتول) وأحداث تلك الماساة ستظل وصمة عار مهما حيينا
أو حاولنا نسيانها ..رغم توافر الشهود والدلائل والبراهين علي صحة حدوث قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد كانت النتيجة هي براءة جميع المتهمين في هذه المجزرة …. ولأن القتلة لديهم توكيل (مسجل في الشهر العقاري السماوي)
ولأن الافضلية معيارها الإيمان ,فالمؤمن مهما إرتكب من جرائم قتل بحق الوطن والإلانسانية هو مفضل علي الكافر كالطفل (امجد حربي 7 سنين )الذي أنتزع من أحضان أمه ليلقي به علي الارض جزاء كفره ,وبما أن المؤمن دائما
علي حق من فلسطين الي الفلبين,ومن الشيشان الي جنوب السودان,ومن البوسنة الي كشمير .. وحيث أن العلاقة بين
المؤمن والكافر محورها دائما الانتصار من جانب وهزيمة وسحق الجانب الأخر حتي لو كان طفلا 7 سنين او طفلة 11
سنة كان لابد أن ينتصر إيمان القضاء علي كفر الأقباط ويفرج القضاء عن المؤمنين الذين إعتقد خطاء أنهم قتلة
ويعودون الي مجريات حياتهم العادية وكأن قتل أو إزهاق روح إنسان لاتساوي لديهم حتي نملة مش ناقة ..ولولا
الملامة لتم توزيع جوائز إوسكار أحسن تمثيل بجثث الأحياء الكبار منهم والأطفال .وكان لابد وتحت هذه المبادئ
الحقوقية للمؤمن أن يقتص قضائنا ا العادل من من قاتل هاتين الناقتين المؤمنيتين وان يسجن 6 سنوات مع الشغل ,ويفرج عن قتلة ال 21 قبطي ..
إهتفوا معي وبأعلي الصوت :
(يحيا العدل ..يعيش القضاء ..تعيش الحكومة )
وعجبي عليك ياوطن

كتب وجيه يعقوب

الخميس، 8 مايو 2008

فتنة هولندا ...وفتنة أبي شجاع ..... (وجيه يعقوب)

في الوقت الذي خرج فيه شيخ الأزهر(محمد سيد طنطاوي) ينذر بعواقب وخيمة

إذا تم عرض فيلم( فتنة)الهولندي جريدة المصري اليوم بتاريخ (25/3/2008)

ويدعي إحترام الأديان (وأضاف طنطاوي: نحن كمسلمين نحترم جميع الأديان والأنبياء والرسل، ولن نقبل مطلقا أن

يسيء أي فرد إلي ديننا ورسولنا الكريم، أو إلي أي دين سماوي) !!! ,نجده يسمح بتدريس كتب تذدري علانية الدين

المسيحي باقذر الألفاظ بل وتطبع بمعرفة المطابع الحكومية والأزهرية أيضا(الجزية في القرن الواحد وعشرين)..

ويسمح ببذءات الوهابية العفنة أن تعلم المسلمين من طلبة الأزهر انه يجوز الإستنجاء بورق التوارة والإنجيل لأنه ورق
غير محترم (ياسلام علي إحترامك ياشيخ الأزهر!!!)

والإستنجاء هو(مسح المؤخرة بعد قضاء الحاجة) ويضيف فضيحة أخري للأزهر ..
وفي نفس الوقت خرج علينا أمثال سليم العوا (أمين هيئة العلماء المسلمين) في برنامج القاهرة اليوم مع المذيع عمرو


أديب يشحذ همة الأمة الإسلامية لمقاطعة كل ماهو هولندي أو دنماركي بسبب الإهانة الموجه للعقيدة الإسلامية من قبل

أفراد لايحسبون علي مؤسسة الدولة التي هم منها بل هم مجرد أفراد يتمتعون بحرية أوسع مما نتمتع بها نحن في بلاد
الشرق .. بل وصل الأمر بالعوا أن طالب المسيحين بالوقوف بجانب إخوانه المسلمين ودعم المقاطعة أيضا !!!

وأنا علي أتم الإستعداد أن أنضم إلي هذه المقاطعة لو قاطع العوا وعمرو أديب السعودية مثلا بسبب إذدراء الدين المسيحي ,ولكي نعلم لماذا أقول هذا تعالوا معا نقراء من علي موقع المملكة العربية السعودية وزراة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مايذدري الدين المسيحي بكل ماهو قذر وتعاليم لم أري مثلها حتي في البوذية أو البهائية في باب الفقه علي موقع الوباء الوهابي مايلي:

الِاسْتِنْجَاءُ بِالْكُتُبِ : 14 - اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الِاسْتِنْجَاءُ بِمُحْتَرَمٍ كَالْكُتُبِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى كَكُتُبِ

الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ ؛ لِحُرْمَةِ الْحُرُوفِ ، وَلِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ هَتْكِ الشَّرِيعَةِ وَالِاسْتِخْفَافِ بِحُرْمَتِهَا . وَاخْتَلَفُوا فِي الْكُتُبِ غَيْرِ

الْمُحْتَرَمَةِ ، وَمَثَّلُوا لَهَا بِكُتُبِ السَّحَرِ وَالْفَلْسَفَةِ وَبِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ إذَا عُلِمَ تَبَدُّلُهُمَا!!!

أنظروا أي إنحطاط وصل إليه الفكر الوهابي العفن ..ومن ثم يدعون أحترام الأديان ........ أي نفاق هذا ؟!!!

ويكمل الموقع وفي نفس الباب مايلي من بذءات (وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إلَى أَنَّ غَيْرَ الْمُحْتَرَمِ مِنْ الْكُتُبِ كَكُتُبِ الْفَلْسَفَةِ وَكَذَا


التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إذَا عُلِمَ تَبَدُّلُهُمَا وَخُلُوُّهُمَا عَنْ اسْمٍ مُعَظَّمٍ فَإِنَّهُ يَجُوزُ الِاسْتِنْجَاءُ بِهِ) ..أين صوتك ياعوا ؟؟ أين إحترامك

يافضيلة شيخ الأزهر؟؟!! هل هكذا يكون الإحترام ؟؟!!


ثم تاتي الطامة الكبري وهي تدريس مثل هذه البذءات لطلبة الأزهر الثانوي !!! ولا عزاء للإحترام وملعون أبو الأقباط

والمواطنة !! ففي كتاب (الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع) وهو معتوه بدوي من القرن العاشر الهجري يدرس مثل هذا

الكلام لأجيال صاعدة في القرن الواحد والعشرين في الجزء الأول ما نصه: (ومن المحترم ماكتب عليه اسم معظم او علم

كحديث او فقه.قال في المهمات ولابد من تقييد العلم بالمحترم سواء كان شرعيا كما مر ام لا.كحساب ونحو وطب

وعروض فإنها تنفع في العلوم الشرعية,أما غير المحترم كفلسفة ومنطق مشتمل عليها فلا,كما قاله بعض

المتاخرين .اما غير المشتمل عليها فلا يجوز. وعلي هذا التفصيل يحمل أطلاق من جوزه ,وجوزه القاضي (بورق

التوراة والإنجيل) وهو محمول علي ماعلم تبديلهمنهما .وخلا عن اسم الله تعالي ..)

هكذا هي تعاليم الأزهر الثانوي ,ثم تتساءل الدولة من أين يأتي الإرهاب !!

وهكذا يكون زغلول النجار ومحمد عمارة وغيرهم من المكفرين إفراز ونتاج طبيعي لمثل هذه التعاليم الوهابية العفنة من القرن العاشر الهجري

أما في باب الجزية فحدث ولا حرج ففي صفحة 234 من نفس الكتاب الوبائي

(ويتضمن عقد الجزية أربعة أشياء :أن يوؤدوا الجزية عن يد وصغار.وأن تجري عليهم أحكام الإسلام ,وأن لايذكروا

دين الإسلام إلا بخير,وأن لايفعلوا مافيه ضرر للمسلمين)!!! والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ,وهل مسموح لكم انتم أن

تنشروا تلك التعاليم البذيئة رغم إنتهاء ظرفها وإنقضاء تاريخها ؟؟!!

ألم يقل المشايخ ان الجزية كانت في زمنا ما وهي ظرف تاريخي إنتهي ولم يعد له وجود؟؟ أللهم إلا كان لكم رأءي أخر

وهو انها ليست كذلك وهو مايطبق فعلا اليوم ان تأخذوا ضرائب من الإقباط لتعلموا اولادكم ان يمسحوا مؤخراتهم بورق

التوارة والإنجيل لانه ورق غير محترم !!!


لعنة الله علي الوهابية العفنة التي أكلت عقول شبابنا المجني عليهم

ألاتوجد رحمة بالوطن وأهله؟؟هل أعماكم البترودولار إلي هذه الدرجة تستوردون من هؤلاء الحفاة العراة البدو تعاليم من القرن العاشر الهجري ؟؟!!

ثم ناتي لفصل أخر من فصول إمتهان الأقباط ففي صفحة 237 من نفس الكتاب الذي يدرس لطلبة ثانوي أزهري (ولا

ينبغي لفلعة المسلمين أن يعملوا للمشركين كنيسة أو صليبا)!! ..هل علم الأقباط الأن لماذا خرج المسلمون بعد صلاة

الجمعة في بمها العياط يحرقون ويقتلون الأقباط؟؟..لقد لقنهم شيخ الجامع مادرسه في الأزهر من تدمير كنائس ورفع

المنشور الذي يقول (الإسلام في خطر )طبقا لتعاليم يعلمها جيدا ودرسها وشربها حتي الرمق الأخير وأصبحت جزء

لايتجزاء من ضميره ويقولها وهو مرتاح الضمير ويدعو إلي تدمير الكنائس ....

ثم في صفحة 238 من نفس الكتاب وخاتمة حتي يذرع الحب والمودة بين أبناء الوطن الواحد فيقول (ولا يوقرون في

مجلس فيه مسلم ,لأن الله تعالي أذلهم خاتمة-تحرم مودة الكافر)!!!!!!!!!






هل تصلح مثل هذه التعاليم الان لزماننا هذا ؟؟ حاكموا القائمين علي نشر مثل هذه البذءات في وطن يتمزق بفعل الغلاء وإنتشار الإرهاب الفكري

لماذا قبضتم علي من إعتدي علي الكنائس وقتل الأقباط ؟؟هؤلاء مجني عليهم لاجناة .لقد إستقوا تعاليمهم منكم أنتم أيها المسؤولون علي تعليم شبابنا

أين أجهزة الدولة المسؤلة عن إنتشار مثل هذه التعاليم العفنة البدوية ؟؟!!

كيف تسمح لنفسك يافضيلة شيخ الأزهر أن تنتقد غيرك في الإساءة لمعتقدك ولا تنقح مايدرسه طلبة أنت مسؤول عن حياتهم ومستقبلهم ؟؟كيف سمحت بنشر مثل هذه البذءات في كتب أنت المسؤول الأول عنها والراعي الرسمي لها ؟؟

أين العوا وبكري من من يدعون ويتشدقون بإحترام الأاخر والأديان الأخري ؟؟!!

أين الدولة وأين أمن الدولة ؟؟ّ!! أين قانون إذدراء الأديان ؟؟!!

هل من مجيب ام أنكم قد اصبتم بحالة طرش إرادي ؟؟؟

ولكننا لن نصمت هذه المرة لقد طفح الكيل بهذه البذءات

ماذا لو ان في أوروبا كتاب يدرس للطلبة ناهيك عن كون مؤسسة دينية يعلم الطلبة أن يمسحوا مؤخرتهم بعد قضاء الحاجة بورق القراءن لأنه ورق غير محترم؟؟! كيف سيكون رد فعل المسلمين ومشايخهم المحترمين؟؟

لقد رفض العديد من أصدقائي المحترمين المستنرين من المسلمين هذه العفانة البدوية القذرة لايوجد في العالم كله مثل هذه التعاليم القذرة في مؤسسة دينية سوي في الأزهر والكتاب أيضا متداول في السوق المصري ويطبع منه طبعات مختلفة ,وكأنهم في حالة سباق علي نشر بذءات وهابية عفنة

ولكني أقولها لكم لن نصمت هذه المرة لقد تجاوزتوا كل حدود الأدب واللياقة

سيعرض هذا الكتاب العفن وغيره من الكتب المسيئة علي المحافل الدولية وسيترجم إلي كل اللغات كي يعلم العالم كله كيف تحترمون الأديان الأخري ونرفع القضايا ولن نصمت ..طفح الكيل من إذدرائكم وكفانا نفاقا منكم ان الأوان ان نحمي الحبيبة مصرنا من غزو الوهابية العفنة ومحاولة تصحير عقول شبابنا

وسنقولها بأعلي صوت شئتم أم أبيتم

نعم ومليون نعم للتمصير.... ولا والف مليون لا للتصحير

وشكرا لكل مسلم غالي رفض هذه الحقارة الوهابية وقال لا للتصحير ونعم للتمصير

كتب :وجيه يعقوب